منتديـات سـكــون اللـيـل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديـات سـكــون اللـيـل


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصص من كتاب الف ليلة وليلة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
3teeq
بحراني قـديـر
3teeq


المساهمات : 78
تاريخ التسجيل : 03/05/2011
العمر : 30
الموقع : في ارض الله الواسعة

قصص من كتاب الف ليلة وليلة  Empty
مُساهمةموضوع: قصص من كتاب الف ليلة وليلة    قصص من كتاب الف ليلة وليلة  Icon_minitimeالأحد مايو 22, 2011 9:07 pm


مما يُحكى أن خالد بن عبدالله القسري كان امير البصرة.فجاء إليه جماعة متعلقون بشاب ذى جمال باهر, وأدب ظاهر , وعقل وافر.وهو حسن الصورة, طيب الرائحة, وعليه سكينة ووقار.فقدّموه إلي خالد فسألهم عن قصته,فقالوا هذا لص أصبناه البارحة فى منزلنا.فنظر إليه خالد فاعجبه حُسْن هيئته ونظافته.فقال:خلّوا عنه.ثم دنا منه, وسأله عن قصته,فقال:إن القوم صادقون فيما قالوه والأمر على ماذكروه.فقال له خالد:ماحملك على ذلك وأنت فى هيئة جميلة وصورة حسنة؟قال:حملنى على ذلك الطمع في الدنيا وقضاء الله سبحانه وتعالي.
فقال له خالد:ثكلتك أمُّك!أما كان لك فى جمال وجهك وكمال عقلك وحسن أدبك زاجر يزجرك عن السرقة.
قال:دع عنك هذا أيها الأمير,وامْض إلي ما أمر الله تعالي به فذلك بما كسبتْ يداي,وما الله بِظَلاَّم للعبيد.
فسكت خالد ساعة يفكر فى أمر الفتي,ثم أدناه منه وقال له:إن اعترافك علي رءوس الأشهاد قد رابنى وأنا ما أظنك سارقاً,ولعلّ لك قصة غير السرقة فأخبرنى بها.قال:أيها الأمير لا يقع في نفسك شئ سوى ما اعترفتُ به عندك وليس لي قصة أشرحها إلا أني دخلت دار هولاء فسرقت ما أمكنني,فأدركوني,وأخذوه مني وحملوني إليك.
فأمر خالد بحبسه,وأمر منادياً ينادي بالبصرة:ألا من أحبّ أن ينظر إلى عقوبة فلان اللص وقطع يده فليحضر من الغداة إلى المحل الفلاني.فلما استقر الفتي فى الحبس,ووضعوا فى رجليه الحديد تنفس الصُّعداء وأفاض العبرات.وأنشد هذه الأبيات:
هدّدني خالدُ بقطع يدي
إن لم أبُحْ عنده بقصّتها
فقلت:هيهات أن أبوح بما
تضمّن القلبُ من محبتها!
قطْعُ يدي بالذي اعترفتُ به
أهونُ للقلب من فضيحتها

فسمع ذلك الموكّلون به, فأتوا خالداً وأخبروه بما حصل منه.فلما جنّ الليل أمر بإحضاره عنده,فلما حضر استنطقه فرآه عاقلاً أديباً فطناً ظريفاً لبيباً.
فأمر له بطعام,فأكل وتحدث معه ساعة,ثم قال له خالد:قد علمتُ أن لك قصة غير السرقة,فإذا كان الصباح وحضر الناس وحضر القاضي وسألك عن السرقة فأنكرها,وأذكر مايدرأ عنك حدّ القطع.فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ادرءوا الحدود بالشبهات.ثم أمر به إلي السجن.
فلما أصبح الصباح حضر الناس ينظرون قطع يد الشاب,ولم يبْق أحد فى البصرة.ثم استدعي بالقضاة وأمر بإحضار الفتي,فأقبل يحجل فى قيوده ولم يره أحد من الناس إلا بكى عليه,وارتفعت أصوات النساء بالنحيب,فأمر القاضي بإسكات النساء.
ثم قال:إن هؤلاء القوم يزعمون أنك دخلت دارهم وسرقت مالهم فلعلّك سرقت دون النّصاب ؟قال:بل سرقت نصاباً كاملاً.قال:لعلّك شريك القوم فى شئ منه؟قال:بل هو جميعه لهم لا حقّ لي فيه.فغضب خالد,وقام إليه بنفسه وضربه علي وجهه بالسّوط وقال متمثلاً بهذا البيت:
يريدُ المرءُ أن يُعْطى مُناهُ
ويأبى الله إلا ما يريدُ

ثم دعا بالجزار ليقطع يده,فحضر وأخرج السكين ومدّ يده ووضع عليها السكّين, فبادرت جارية من وسط النساء عليها أطمار وسخة فصرخت ورمت نفسها عليه,ثم أسفرت عن وجه كأنه القمر,وارتفع فى الناس ضجة عظيمة,وكاد أن يقع بسبب ذلك فتنة طائرةُ الشرر.
ثم نادت تلك الجارية بأعلي صوتها:ناشدتُك الله أيها الأمير لا تُعجل بالقطع حتى تقرأ هذه الرقعة,ثم دفعت أليه رقعة ففتحها خالد وقرأها فإذا مكتوب فيها هذه الابيات:
أخالدُ هذا مستهامُ متيّم
رمتْه لحاظي عن قسّي الحمالق
فأصماه سهم اللحْظ مني لأنه
حليف جوى من دائه غير فائق
أقرّ بما لم يقترفهُ كانه
رأى ذاك خيراً من هتيكة عاشقِ
فمهلاً عن الصبّ الكئيبِ,فإنه
كريم السّجايا في الورى غيرُ سارقِ

فلما قرأ خالد الأبيات تنحّى,وانفرد عن الناس وأحضر المرأة,ثم سألها عن القصة فأخبرته بأن هذا الفتي عاشق لها,وهي عاشقة له.وإنما أراد زيارتها فتوجّه إلي دار أهلها ورمى حجراً فى الدار ليُعلمها بمجيئه فسمع أبوها وغخوتها صوت الحجر فصعدوا إليه.فلما احس بهم جمع قماش البيت كلّه,وأراهم أنه سارق ستْراً على معشوقته,فلما رأوه على هذه الحال أخذوه,وقالوا:هذا سارق,وأتوا به إليك فاعترف بالسرقة وأصر على ذلك حتى لا يفضحنى,وقد ارتكب هذه الأمور منْ رمْي نفسه بالسرقة لفرط مروءته,وكرم نفسه.فقال خالد:إنه لخليق بأن يُسعف بمراده.
ثم استدعى الفتى إليه فقبّله بين عينيه,وأمر بإحضار أبي الجارية, وقال له:ياشيخ,إنا كنا عزمنا على إنفاذ الحُكم فى هذا الفتي بالقطع .ولكن الله عز وجل قد حفظه من ذلك.وقد أمرتُ له بعشرة آلاف درهم لبذله يده حفظاً لعرضك وعرض ابنتك وصيانتكما من العار.وقد أمرتُ لابنتك بعشرة آلاف درهم حيث أخبرتني بحقيقة الامر.وأنا أسألك أن تأذن لي فى تزويجها منه,فقال الشيخ:أيها الأمير ,قد أذنتُ لك في ذلك!
فحمد الله خالدُ وأثنى عليه وخطب خُطبة حسنة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصص من كتاب الف ليلة وليلة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديـات سـكــون اللـيـل :: [ آلمنتديآت آلأدبيـﮧ ] « :: » قسم آلـ sтσяιєѕ ™-
انتقل الى: